الموضوع

مدونة الشاعر زهير شيخ تراب

ادبية شعرية خاصة

الخميس، 21 نوفمبر 2013

الشيخ محمد تراب / شيخ الطريقة النقشبندية /


 في  الجهة الجنوبية الغربية من المدرسة الخسروية . يقوم ضريح الشيخ الجليل محمد تراب الحلبي  العنتابي الخلوي النقشبندي المنسوب أوقات قيل انها بلدة في غازي عنتاب . وقيل نسبة إلى عمله حيث انه مؤقتاً يضبط مواقيت الصلاة في الجامع.
محمد تراب

وهو شيخ الطريقة النقشبندية في زمانه بحلب اقام زاويته في ساحة السفاحية وقصده الكثير من التلامذة والمريدين ليأخذوا من علمه وينهلوا من ورعه, ويشهدوا الحضرة في زاويته, وقد قيل إنه صاحب كشوف وكرامات كما وصفه اتباعه.
أن اول تاريخ ذكر به الشيخ سنة 1193 للهجرة حين قدم عبدي باشا الوزير إلى حلب وذهب للسلام على الشيخ مع جماعة من أكابرالمشايخ ورجال الدين والدولة وكان ممن حضر والد ابي الوفا الرفاعي الشيخ محمد بهاء الدين الرفاعي وكان للشيخ قصة ذكرها الشيخ راغب الطباخ في ترجمته للشيخ ابي الوفا على لسانه
ولما كان الشيخ تراب حيا بايعه الشيخ (محمد وفا بن محمد بن عمر) ولازمه فأحبه الشيخ وخلفه فلما توفي خلفه من بعده في هذه الزواية وأضاف وقفها عدة عقارات وشرط مشيختها وتوليتها من بعده لعقبه .
ولم يورد ابو الوفا الرفاعي في ترجمته للشيخ تراب أي ذكر لأولاد الشيخ لغاية لم اقع عليها, إلا أنني اعتقد أن اغفاله لعقب الشيخ كان لقطع الطريق عليهم في الكطالبة بخلافة الشيخ في مركزه بمشيخة الطريقة العلية وحقهم في الدار التي هي زاويته المدفون فيها.
إلا أن الرفاعي قد ذكره في الارجوزة التي أرّخ بها لأعلام الأولياء المدفونين في حلب:(أسماء الأولياء المدفونين في حلب - ط) أرجوزة في نحو 500 بيت، نشرت في مجلة المشرق) . وارجه نسبه الى الامام زين العابدين بن علي رضي الله عنهما ويقول في ذلك :
وخذ الى تكية الترابي ... شيخي واستاذي من الشباب
محمد بلدته اوقات ... أشياخه اكارم سادات
وكان من عنصر زين العابدين .. شريف أصل من كرام هادين
ثم يذكر انه كتب له الإجازة في التدريس والخلافة في الزاوية له ولم خلف من الارحام فيقول:
كتب لي خلافة نقشية .. وخلوتية مع النورية
أقامني خليفة من بعده .. مقامه وعمني برفده
ثم لمن اقيمه مقامي ..من ولدي ومن ذوي الارحام
بشرني بكل خير آتي .. وطول عمر وصفا أوقات
ثم يذكر أنه يظهر له ويعينه وهو ذا كشف واضح تنبأ بوفاته وعينه على الوقت والتاريخ فكان كما قال . وشهد ذلك أبو الوفا الرفاعي:
وكلما عيّنه قد ظهرَ.. كالشمس في النهار من غير مرا
وكان ذا كشف صحيح خارق ... مع تصرف بعزم صادق
أخبرني بموته وعينه .. فكان ما وقته وبينه
فرحمة الله تعم مرقده .. ما كان اسماه واعلا مدده
ويذكر في موضع آخر :
والشيخ مقصود قريب الميداني .. مقامه كهف لكل ولهان
قطن فيه شيخنا الترابي .. وبالخصوص جاء من عنتاب
طالع فيه خلوة سنية .. وبعدها رجع بالامنية
وبعد ذا عاد الى الشهباء ...فاصبحت بخضلة الارجاء
وعمرت لديها التكية  ..وأظهر الطريقة العلية

ويذكر ابو الوفا قدوم عبدي باشا على الشيخ وقصة تعرفه اليه وتقريبه له لما رأى فيه من ريح المسك واستشراف لمستقل باهر.
قال ابو الوفا :
ومن الحدث المتصلة بالشيخ تراب ما ذكره راغب الطباخ في نهر الذهب:
ترجمة الشيخ محمد تراب دفين الزاوية المشهورة به في محلة السفاحية مع شيء من ترجمة الشيخ ابي الوفا الرفاعي
قال الشيخ أبو الوفا : ولما قدم عبدي باشا الوزير حلب سنة 1194 وشرف خضرة شيخنا الشيخ محمد تراب الاوقاتي في ذلك الاثناء ذهب للسلام عليه أكثر الناس والعلماء والمشايخ ومن الجملة والدي وكنت صغيرا فصحبني معه فلما دخل مجلس الشيخ احترمه وأجلسه مكانه وجلست لصغر سني في آخر المجلس فصار الشيخ يتكلم مع أبي وينظر نحوي ثم قال: إني أشم رائحة طيبة وأظنها من هذا الغلام فطلبني فتوقفت حياء فأشار إلي الوالد فقمت اليه وقبلت يده فرحب بي وقال: هذه الرائحة الطيبة من هذا الغلام وصار يتأملني ثم قال لوالدي: هذا سيصير شيخ هذه التكية فيما بعد ثم صار بينه وبين الوالد ألفة تامة وصار في كل جمعة يذهب الى التكية لحضور الذكر وأكون معه الى سنة 1199 فطلبني من والدي لأجل أن يحرر الى اجازة الخلافة ويخلفي كما كان اشار اليه سابقا فتوقف الوالد وتردد الى ان اجاب بعد ان اخبره انه مأمور بذلك وان لم يجيبني الى ذلك تفشى على ولده العطبفأجاب وحرر الشيخ اجازة الخلافة بأمرهواطعم اللقمة للمشايخ أرباب التكايا الى أن جاءت سنة 1201 وصار الطاعون وطعنت من الجملة وشاع الخبر بوفاتي فذهبوا وأخبروه فلم يصدق وقال : هذا لا يموت الان بل يقيم على بسطي مدة طويلة معلومة عندي بسبب أني مأمور بخلافته وأنه يقيم كذا سنة على البسط ففي هذه الاثناء اتى الخبر أن خبر موته غلط من موت والدته وطانت توفيت ذلك اليوم ثم إنه حضر لعيادتي مع بعض المشايخ وطيب خاطري ورطبني واقام الى اوائل المحرم سنة1206 فاتفق أني كنت عنده ذلك اليوم فقال : يا ولدي أنا بقيت عندك مسافرا وأعيش خمسة عشر يوما بعد هذا اليوم فقلت: يا سيدي جعلني الله فداك ما هذه البشارة! فقال: سترى ثم أصبح في اليوم التالي موعوكا المزاج الى تمام الخمسة عشر,  ليلة الجمعة الخامس عشر من المحرم فتوفي ليلتها وقبل وفاته أوصى أن يدفن في محل خلوته التي يخلو بها حال حياته للذكر والدعاء . ففي اليوم التالي باشرنا تجهيزه ودفناه حيث اوصى قبل صلاة الجمعة رحمه الله.
وكان بشرني أن التكية سيكون لها وقت تعمر فيه ويحصل لها وقت يكون فيه ادارة لها فورد 1242 حضرة رضا علي باشا مع يوسف باشا السيروزلي وكان كتخداء فعرض لتعميرها وفوض الي ذلك ......أ ه
وفي موضع آخر ذكر الطباخ:
وفي هذا الشهر قدم من استانبول إلى حلب الشيخ وفا ابن الشيخ بهاء الدين ابن الشيخ «محمد وفا الرفاعي» ومعه من حلية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شعرة أعطته إياها امرأة من أكابر نساء استانبول. فتلقاه الناس بالتكريم، ووضعت الشعرة في زاوية الشيخ تراب المتصلة بجامع خسرو باشا. وفي الساعة الثامنة بعد ظهيرة يوم الثلاثاء ثامن عشر شعبان المعظم من هذه السنة المصادف لليوم 27 آذار سنة 1306 بدأ المطر ينهلّ كأفواه القرب، واستمر بهذه القوة العظيمة إلى الساعة الأولى ليلا، حتى طافت الشوارع وبعض جوامع وحمّامات ودكاكين، وأغرق نحو ثلاثين حملا من الأرزّ والملح وغيرهما في خانات باب الجنان، وخسفت الأزقّة، وسقط صاعقة في محلة ساحة بزّة فصدّعت أربعة جدران.
الجزء 3 ص 317
زاوية الشيخ تراب
محلها جنوبي الخسروية وغربيها وهي دار تشتمل على عدة بيوت وإيوان تجاهه حوض صغير وفي جهتها المتجهة جنوبا مزار الشيخ تراب العينتابي الخلوتي النقشبندي القادم حلب سنة 1193 والمتوفي سنة 1206 والذي وقف عليه الدار المذكورة زاوية هو عبدي باشا والي حلب المتقدم ذكره في الكلام على مسجد النبي ووقف عليها عدة عقارات في محلة ساحة بزه ولما كان الشيخ تراب حيا بايعه الشيخ (محمد وفا بن محمد بن عمر) ولازمه فأحبه الشيخ وخلفه فلما توفي خلفه من بعده في هذه الرواية وأضاف وقفها عدة عقارات وشرط مشيختها وتوليتها من بعده لعقبه ولهذه الزاوية بابان أحدهما موجه جنوبا على الجادة الكبرى وهو حادث الآخر موجه غربا على جادة الخسروية ويوجد تجاه هذا الباب بميلة عمارة متهدمة أظنها خانقاه سنقر شاه.
ج2 ص104
وتوفي في حلب سنة 1206 ودفن في الزاوية الشهيرة باسمه وانتشر نسه في حلب والشام وعدد من الدول العربية
انتهى
المصادر والمراجع
منظومة ابو الوفا الرفاعي أسماء الأولياء المدفونين في حلب - ط)
نهر الذهب في تاريخ حلب / كامل الغزي /
اعلام النبلاء بتاريخ خلب الشهباء محمد راغب الطباخ الحلبي
مرفق صور المخطوطة والكتاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صورة

صورة
المؤلف